وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ
____________________________________
فالمراد بالشهداء الذين يشهدون على العباد بما عملوا ، وهم صالحوا كل أمة ، إذ كانوا في وسط الأمة ناظرين إلى أعمالهم ، فيشهد الصالح الفلاني ، بأن القوم ، كانوا يضلون ، والصالح الفلاني ، بأن القوم كانوا يشربون الخمر ، وهكذا (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) أي حكم الله ، ومن جعله حاكما هناك «بينهم» أي بين الناس (بِالْحَقِ) والعدل بإعطاء كل ذي حق حقه ، بلا حيف ولا جور (وَهُمْ) أي الخلق (لا يُظْلَمُونَ) في الحكم بأن ينقص من حق ، أو يزاد اعتباطا.
[٧١](وَوُفِّيَتْ) أي أعطيت وافيا (كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) أي يعطى كل إنسان حسب أعماله وافيا ، فالمحسن يوفّى بالإحسان ، والمسيئ بالنكال (وَهُوَ) سبحانه (أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ) في الدنيا ، فيجازيهم حسب ما علم ، بلا تغيير أو خطأ ، أو زيادة ونقيصة.
[٧٢](وَ) بعد تمام الحساب (سِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ساقهم الملائكة بالجبر والعنف (إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) جمع زمرة ، وهي الفوج ، أي يساقون زمرة فزمرة ، وفوجا ففوجا ، كل فوج مشتمل على متشابهي الأعمال ، كالزناة والمقامرين ، وهكذا (حَتَّى إِذا جاؤُها) أي وصلوا إلى جهنم (فُتِحَتْ أَبْوابُها) لهم ، وهي سبعة أبواب ، حتى يدخل كل فوج من الباب ، المناسب بحالهم والمقرر لهم (وَقالَ لَهُمْ) أي لأولئك الكفار