فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ
____________________________________
(فَصَعِقَ) أي مات (مَنْ فِي السَّماواتِ) من الملائكة وغيرهم (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) من أفراد البشر وغيرهم (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) كالأملاك الأربعة ، جبرئيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وعزرائيل ، وغيرهم ، والتفصيل في كتاب «البحار» (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ) أي في الصور نفخة (أُخْرى) حين إرادة ابتداء القيامة ، والشروع في العالم الآخر (فَإِذا هُمْ) أي البشر والملائكة ، وغيرهم (قِيامٌ) أي قائمون من قبورهم ، وهو جمع «قائم» (يَنْظُرُونَ) إلى المحشر ، منتظرين ماذا يفعل بهم؟ وقوله «فإذا هم» للدلالة على سرعة قيامهم عقيب النفخة ، فإن الإحياء فجائي.
[٧٠](وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) أي بعدله سبحانه ، كما يقال : أشرق البلد بنور فلان إذا أخذ بالزمام ، حيث أنه يعدل ويحسن في مقابل سالف الأيام ، التي كانت الأرض مظلمة ، بظلم الظالمين (وَوُضِعَ الْكِتابُ) أي وضعوا الكتاب في الوسط ، وهو كتاب أعمال العباد ، وكأنه كان قبل ذلك في زاوية بعيدة ، ثم أتى به للمحاسبة ، وهذا كما يقال للمحاسب : ضع الدفتر حتى نحاسب ، والكتاب اسم جنس يشمل كتب الخلائق كلهم (وَجِيءَ) في ساحة المحاكمة (بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ) جاء بهم الله سبحانه ، ليحاكموا الأمم ، ويشهدوا عليهم ،