وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣) قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
____________________________________
[١٣](وَأُمِرْتُ) من قبله سبحانه (لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) الذين يسلمون لأوامره ، وإنما أكون أولهم ، لأدرك الفضل في السبق إلى الطاعة ، فإن من سبق إلى خير جمع الفضل والأجر.
[١٤](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار (إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) بالكفر أو الإثم (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) هو يوم القيامة ، الذي لا منجى ولا مفر منه ، وعذابه في غاية الشدة ، والخوف يمكن أن يكون مع القطع بالضار كما يمكن أن يكون مع الشك والظن والوهم.
[١٥](قُلِ) يا رسول الله لهؤلاء المشركين (اللهَ أَعْبُدُ) لا غيره (مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) أي أخلص له طريقتي ، فلا أعبد أحدا معه ، وهذا تكرار لما سبق للتأكيد وتفريغ ما يأتي عليه.
[١٦](فَاعْبُدُوا) أنتم أيها الكفار (ما شِئْتُمْ) من الأصنام والبشر (مِنْ دُونِهِ) أي من دون الله ، وهذا الأمر للتهديد ، أي افعلوا ما شئتم فستلقون جزاءه ، ولذا قال تعالى (قُلْ) يا رسول الله لهم (إِنَّ الْخاسِرِينَ) الذين يحق أن يقال لهم خاسرون هم (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) بأن ذهبت نفوسهم إلى النار ، وتفرقت عنهم أهاليهم إلى الجنة أو إلى النار ، والخاسر هو الذي يذهب رأس ماله ، بخلاف الرابح الذي يبقى أصل ماله ويزاد عليه ، فإن المؤمن بقيت نفسه في راحة وأهله معه ،