إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (٩) قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (١٠) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (١١)
____________________________________
والمعاد (إِنَّما يَتَذَكَّرُ) بهذه المواعظ والإرشادات (أُولُوا الْأَلْبابِ) أي أصحاب العقول الذين يعملون عقولهم ، لاستفادة الحق ، أما غيرهم ، فهم في غفلة من هذا.
[١١](قُلْ) يا رسول الله (يا عِبادِ) وأصله يا عبادي (الَّذِينَ آمَنُوا) فعل ماضي (اتَّقُوا) أيها الناس (رَبَّكُمْ) أي خافوا عقابه ، فلا تخالفوا أوامره ، فإنه (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) في العقيدة والعمل (فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) المراد بها الجنس ، فإن اتباع مناهج الله سبحانه ، يوجب الغنى ، والصحة ، والأمن ، والعلم ، والفضيلة ، وسائر الخيرات ، كما دلّ عليه الدليل والتجارب (وَ) إذا رأيتم أنكم لا تتمكنون من الإتيان بالطاعة في مكان فهاجروا ، ف (أَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ) إلى حيث تتمكنون من أن تحسنوا هناك ، وحيث إن الهجرة توجب أتعابا جمّة ، قال سبحانه (إِنَّما يُوَفَّى) ويعطى وافيا (الصَّابِرُونَ) في الشدائد (أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) فإنه لكثرته ، لا يتمكن الإنسان من عدّه ، وإن كان بقدر معلوم عند الله سبحانه.
[١٢](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار (إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ) وحده (مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) أي أخلص له في طريقتي ، فلا آخذ عقيدة أو عملا ، إلا من طرفه وحده ، لا أعتقد بغيره ولا أعبد سواه.