لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (٨) أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
____________________________________
والمراد بها الأوثان (لِيُضِلَ) الناس (عَنْ سَبِيلِهِ) أو يضل نفسه عن سبيل الله ، واللام للعاقبة ، إذ جميع الكفار لا يريدون بالشرك إضلال الناس ، أو ضلال أنفسهم ، وإنما عاقبة الشرك الضلال والإضلال (قُلْ) يا رسول الله ، لمثل هذا الشخص (تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً) الأمر للتهديد ، أي تنعم بنعمة الدنيا ، التي جرها إليك كفرك ، فكأنه تنعم بالكفر ، والباء سببية ، نحو تنعم بالعلم أو بالمال (إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) الملازمين لها كملازمة الصاحب لصاحبه.
[١٠] فهل هذا الإنسان الذي يكفر ويكون مصيره النار خير (أَمَّنْ) يؤمن ، ويعمل الصالحات ، حتى يصير إلى الجنة؟ ف (هُوَ قانِتٌ) من القنوت بمعنى الخضوع لله تعالى (آناءَ اللَّيْلِ) جمع «أنى» بمعنى ساعات الليل ، وإنما خص الليل بالذكر ، لأن القيام في ساعاتها للعبادة ، أدل على قوة الإيمان من الطاعة في ساعات النهار ، في حال كونه (ساجِداً) مرة (وَقائِماً) في الصلاة والتلاوة ، أخرى (يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) أي يخاف من عذابها (وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) والجنة (قُلْ) يا رسول الله في صدد المقارنة بين الكافر والمؤمن (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)؟ ومن الواضح ، أنهما لا يستويان ، وإذا لا يستوي المؤمن العالم بالله واليوم الآخر ، والكافر الذي لا يعلم بالمبدأ