ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧) وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً
____________________________________
الآخر ، بأن تخفف نفس ذنب شخص آخر ، نعم إن الضال يحمل وزرين ، وزر ضلاله ، ووزر إضلاله (ثُمَ) بعد الدنيا ، أيها البشر (إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ) مصدر ميمي ، أي رجوعكم (فَيُنَبِّئُكُمْ) يخبركم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) يجازيكم على أعمالكم ، فإن الإخبار مقدمة الجزاء ، كما يقول الحاكم للمجرم : سأخبرك بما عملت (إِنَّهُ) سبحانه (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بالأشياء التي تدور فيها ، فعلمه شامل لكل شيء ، فلا يظن البشر أنه يتمكن من الإخفاء منه.
[٩] وعجيب أمر هذا الإنسان الذي يكفر بالله ، بعد أن يعتقد في باطنه به (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ) من مرض ، أو فقر أو بلاء (دَعا رَبَّهُ) وتوجه إلى الله تعالى (مُنِيباً إِلَيْهِ) من أناب بمعنى رجع ، أي راجعا إلى الله وحده راجيا إيّاه دون سواه (ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ) أي أعطاه الله (نِعْمَةً مِنْهُ) أي من قبله (نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) أي نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى أن يكشفه من قبل هذه النعمة ، ومعنى النسيان ترك التوحيد والشكر ، ويستعمل النسيان في الترك ، لأنه من أسبابه ، بعلاقة السبب والمسبب ، كما قال (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) (١) ، أو باعتبار أن الشرك غالبا يجر إلى النسيان (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً) جمع ند وهو المثل والضد ،
__________________
(١) التوبة : ٦٧.