يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٥) خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ
____________________________________
(يَجْرِي) في مداره (لِأَجَلٍ مُسَمًّى) أي إلى غاية محدودة ، يوم يقفان عن السير ، وهو يوم القيامة ، (أَلا) فلينتبه السامع (هُوَ) الله (الْعَزِيزُ) الغالب في سلطانه (الْغَفَّارُ) فمن تاب من الكفار والعصاة ، غفر له ذنبه ، وإنما أتي بهذا الوصف ، لإلقاء الرجاء في قلوب من لاذت قلوبهم نحو الحق ، فلا ييأسوا من سالف أعمالهم ، أن تقبل توبتهم.
[٧](خَلَقَكُمْ) أيها البشر ، بعد خلق السماوات والأرض ، والشمس والقمر (مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) هي نفس آدم عليهالسلام ، يعني أن أصل خلقتكم من شخص واحد ، كل الناس ينتهون إليه (ثُمَ) هذا إنما هو للتراخي في الكلام ، لا التراخي في الخارج ، كقوله «إن من ساد ثم ساد أبوه ، ثم قد ساد بعد ذلك جده» فإن سيادة الأب قبل الابن خارجا ، وإنما أتي ، ب «ثم» للتراخي في التكلم ، وبيان أن هذا الكلام بإثر ذلك الكلام (جَعَلَ مِنْها) أي من تلك النفس (زَوْجَها) إما أن يراد كون حواء عليهاالسلام ، من فاضل طينة آدم ، أو أنها من نفس ذلك الجنس ، فليست زوجة آدم من جنس الملائكة ، أو الجن ، وهذا فضل منه سبحانه ، لأن «كل جنس لجنسه يلف» (وَأَنْزَلَ) أي بسبب ما أنزله من المطر أنشأ (لَكُمْ) أيها البشر (مِنَ الْأَنْعامِ) وهي الإبل والبقر والضأن والمعز (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) من كل زوجين ذكر وأنثى (يَخْلُقُكُمْ) أيها البشر (فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ