لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٤) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ
____________________________________
[٥](لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) كما يزعم هؤلاء الكفار من أن لله ولدا (لَاصْطَفى) أي لاختار هو بنفسه (مِمَّا يَخْلُقُ) من الإنسان والملك (ما يَشاءُ) فكان ينتخب الأليق به ، لا أن يترك الأمر إلى الكفار ، حتى يضيفوا إليه من شاءوا من الأولاد ، كما أضاف اليهود عزيرا إليه ، والنصارى المسيح ، والمشركون الملائكة ، فمثلا كان يختار موسى ابنا ، ومحمّد ابنا (سُبْحانَهُ) أي أسبحه سبحانه ، فهو منزّه عن الأولاد ، ولادة وتبنيا ، وهؤلاء كاذبون في إضافة الأبناء إليه ، فإنه (هُوَ اللهُ الْواحِدُ) الذي لا شريك له ، ولا صاحبة ولا ولد (الْقَهَّارُ) الذي يقهر الكون طبق إرادته ، ولو كان له ولد ، شاركه في الألوهية ، فلم يكن واحدا ، ولا قادرا على قهره.
[٦](خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) فلا باطل في شأنه ، حتى يتخذ ولدا بالتبني ، ولا شريك له حتى يكون له ولد صلبي ، إذ لو كان له ولد لشاركه في الخلق بمقتضى كونه إلها (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ) تشبيه بمن يلف شيئا على شيء ، فإذا جاء الليل كان ، كأنه لفّ على النهار حتى ستره (وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) فإذا جاء النهار ، كان كأنه لف أيضا على الظلمة حتى سترها (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) بأن ذللهما وأجراهما حسب الصلاح والحكمة (كُلٌ) منهما