وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (٢٣) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ
____________________________________
الشاة (وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) فقط (فَقالَ) أخي لي ، يريد سلب شاتي ، لتكمل له مائة شاه (أَكْفِلْنِيها) أي ضم شاتك إلى نعاجي ، واجعلني كفيلها حتى تكون لي (وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ) أي غلبني في الكلام ومخاطبته معي ، بأن خاشنني في الكلام بقصد أن يقهرني ويأخذ شاتي.
[٢٥] وبمجرد أن سمع داود كلام المدعي ، بدون أن يطلب من خصمه الردّ (قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ) أخوك ، وجار عليك في طلبه بنعجتك (بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ) ليضمها (إِلى نِعاجِهِ) ثم بين داود ، أن الظلم من عادة بعض الشركاء على بعض (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ) جمع خليط ، وهو الشريك ، لأنه يخالط الإنسان ، لأجل اشتراك أموالهما (لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) حيث إن الأقوى منهم يريد أكل الأضعف ، ثم استثنى من هذا العموم المؤمنين بقوله (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) بأن كانوا مستقيمين عقيدة وعملا ، فإنهم لا يظلمون أحدا ، ولم يكن حاجة إلى هذا الاستثناء ، لأنه نص أولا بقوله «كثيرا» وإنما جيء بالاستثناء ، لئلا يوهم ، إن الكثير من المؤمنين ، للتنصيص على إن أحدا من المؤمنين ليس بداخل في ذلك الكثير (وَقَلِيلٌ ما هُمْ) «ما» لزيادة التقليل ، فإن المؤمن المستقيم في جميع شؤونه ، قليل جدا ، وإذ حكم داود بهذا الحكم قبل أن يستفسر من المدعى عليه الحال ، تنبّه إلى