إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (٢٢) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً
____________________________________
المحراب ، أي جداره ، فهاله أمرهم ، إذ لم يدخلوا من الباب ، وإنما جيء بلفظ الجمع ، فقال «تسوروا» لأن الخصم جنس ، والجنس عام ، ويتحمل أن يكونوا أكثر من اثنين ، بأن أتياه مع بعض متعلقيهم ، كما هو العادة في المنازعات.
[٢٣](إِذْ دَخَلُوا) الخصوم (عَلى داوُدَ) من السور (فَفَزِعَ) وخاف (مِنْهُمْ) لأنهم دخلوا من غير الباب ، وبدون الإذن ، وفي غير الأوان (قالُوا) لداود (لا تَخَفْ) فلسنا نريد إيذاءك ، فإن الإنسان قد اعتاد أن يخاف من المفاجئ ، لأنه يظن كون المجيء للإيذاء ، وإلا كان يأتي على نحو المعتاد ، لا فجأة ... إنما نحن (خَصْمانِ) أي نفران ، أو طرفان (بَغى) وظلم (بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ) فجئنا إليك لتحكم بيننا (فَاحْكُمْ) يا داود (بَيْنَنا بِالْحَقِ) والعدل (وَلا تُشْطِطْ) من الشطط ، بمعنى الميل عن الحق والكذب ، والالتواء ، وهذا القول لم يكن لأجل احتمالهم ، إن داود يكذب ويجور ، بل هكذا يقول الإنسان المخاصم ، ليري طرفه والسامعين ، إنه واضح للحق مائل إليه ، لا يريد جورا وظلما وتعديا (وَاهْدِنا) أي أرشدنا في قضيتنا (إِلى سَواءِ الصِّراطِ) أي وسط الطريق ، الذي لا جور فيه ، ولا انحراف.
[٢٤] ثم قال أحدهما لداود عليهالسلام (إِنَّ هذا) الخصم (أَخِي) في النسب ، أو من باب الشفقة واللين في الخطاب (لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) أنثى