وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (٢١)
____________________________________
بالنسبة إليه ، ثم توجه وأناب إلى الله سبحانه ، وقد كان أمثال هذه المخالفات ـ المسماة بترك الأولى ـ تصدر من الأنبياء أحيانا لإثارة النشاط في نفوسهم ، لتقوى اتصالاتهم بالله سبحانه ، وهي لم تكن معصية ، كما لا يخفى ، كما أن نقلها في القرآن لعلها ، بسبب أن لا يعتقد الناس فيهم الألوهية ، فإن من عادة الناس ، أن يرفعوا الإنسان النزيه فوق مرتبته ، كما رفعوا المسيح وعلى بن أبي طالب عليهماالسلام إلى مقام الألوهية ، أما إذا علموا بصدور ترك الأولى منهم ، كان ذلك حاجزا دون الغلو ، ومن غريب الأمر إن جماعة اختلقوا حول هذه القصة أكاذيب استنادا إلى «العهدين» المحرّف ، فذكروا قصة «أوريا» كما نسبوا إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أسطورة قصة «زينب» ، وقد روى في المجالس عن الصادق عليهالسلام ، أنه قال : رضى الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ، ألم ينسبوا إلى داود ، إنه تبع الطير ، حتى نظر إلى امرأة «أوريّا» فهواها ، وإنه قدم زوجها أمام التابوت ، حتى قتل ، ثم تزوج بها (١) ، وقد روي عن الإمام المرتضى عليهالسلام ، إنه قال : لا أوتي برجل يزعم ، إن داود تزوج امرأة أوريا ، إلا جلدته حدين حدا للنبوة ، وحدا للإسلام (٢) (وَهَلْ أَتاكَ) يا رسول الله ، وهذا للتشويق نحو القصة ، التي ستذكر (نَبَأُ الْخَصْمِ) أي خبر الخصمين ، والمراد «بالخصم» الجنس ، ولذا يشمل النفرين ، أي هل بلغك خبر الخصمين (إِذْ تَسَوَّرُوا) أي صعدوا على السور لينزلوا (الْمِحْرابَ) محل عبادة داود عليهالسلام؟ فقد كان في المحراب ، إذ رأى نفرين نزلا من سور
__________________
(١) الأمالي للصدوق : ص ١٠٢ المجلس ٢٢.
(٢) تنزيه الأنبياء : ص ٩٢.