وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧)
____________________________________
تنقطع قبل هلاك القوم ، فيرجعوا عن غيهم ، وضلالهم ، يقال : أفاق من مرضه إذا طاب ، وفواق الناقة ، هي المدة بين الحبستين ، لأن فيها يعود اللبن إلى الضرع.
[١٧] وإذ كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يهدد الكفار بالعذاب ، كانوا يقولون : ـ مستهزئين له صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عجل لنا بالعذاب! (وَقالُوا) أي الكفار (رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا) أي قدم لنا نصيبا من العذاب (قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) و «القط» هو النصيب ، من «قطّ» بمعنى قطع ، لأن النصيب ، يقطع ويعين في مقدار خاص.
[١٨] قال الله سبحانه في جوابهم تسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، (اصْبِرْ) يا رسول الله (عَلى ما يَقُولُونَ) أي ما يقوله هؤلاء الكفار في تكذيبك ، والاستهزاء بك (وَاذْكُرْ) جماعة من الأنبياء عليهمالسلام الذين آذوهم قومهم ، فصبروا ، أو كانت لهم القوة الدنيوية ، بالإضافة إلى الإيمان الذي هو قوة معنوية تقوية لقلوب المؤمنين ، ولئلا يقول المرجفون : إن الإيمان ، لا يلائم الحياة الدنيا ، فاذكر يا رسول الله (عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ) أي صاحب القوة ، فإن «أيد» جمع يد ، ثم استعملت في النعمة والقوة ، لأن اليد من أسبابهما (إِنَّهُ) عليهالسلام ، مع كونه ، ذا قوة عظيمة دنيوية (أَوَّابٌ) أي تواب يستغفر ربه في دائم الأحوال ، من آب يئوب إذا رجع ، وكأن الانشغال بأمور الدنيا ، كان انصرافا عن الله سبحانه ـ ولو انصرافا مباحا ـ فكان يرجع إليه تعالى ، بصرفه نفسه كلها إليه كل صباح ومساء.