أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (١٢)
____________________________________
[١١](أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) حتى إذا شاءوا ، أن لا يكون محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، رسولا ، سدّوا أبواب الوحي على وجهه ، لأنهم يملكون طرق الوصول من السماء إلى الأرض؟ وإذا قالوا : إنهم يملكون ذلك (فَلْيَرْتَقُوا) أي يصعدوا (فِي الْأَسْبابِ) الموصلة لهم إلى السماوات ، ليمنعوا مسالك الرسالة ، لئلا يوحى بالقرآن إلى الرسول.
[١٢] إنهم ليسوا بمالكي خزائن الله ، ولا لهم ملك السماوات والأرض ، وإنما جماعة منبوذة تجمعت من لفيف جنود للباطل ، في ابتعاد عن التصرف في الشؤون الكونية ، إنهم (جُنْدٌ ما) نكرة غير مربوطين بشأن من الشؤون (هُنالِكَ) منبوذة في زاوية من زوايا العالم ، لا يرتبط بأمر من أمور الكون (مَهْزُومٌ) هزمهم المنطق والحق (مِنَ الْأَحْزابِ) ملتفة من أحزاب مختلفة ، ومذاهب متشتتة ، فلم يجمعهم الحق ، وإنما الحسد والعناء والكبر ، وإلا فما يجمع بين اليهودي والمسيحي ، والمشرك تحت قيادة أبي سفيان لمحاربة الرسالة الإلهية العظمى؟ و «جند» مبتدأ ، و «هنا لك» خبرة ، و «مهزوم» صفة جند.
[١٣] إن مصير هؤلاء ، هو مصير من قبلهم من الكفار ، حيث كذبوا الأنبياء ، فأهلكهم الله سبحانه ، بما كذبوا ، وإن بقي هؤلاء في كفرهم وغيهم ، سيلاقون ذلك المصير المهلك (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) أي قبل هؤلاء الكفار (قَوْمُ نُوحٍ) نوحا عليهالسلام (وَعادٌ) كذبت هودا عليهالسلام (وَفِرْعَوْنُ) كذب موسى وهارون عليهالسلام (ذُو الْأَوْتادِ) صفة فرعون ، وقد سئل