وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (٦) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (٧) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا
____________________________________
أي سيروا في طريقكم التقليدي الذي يقول : بتعدد الآلهة ، ولا تعيروا كلام محمد بالا (وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) المتعددة ، وتحملوا المشاقّ في سبيلها ، لئلا يغلبكم محمد (إِنَّ هذا) البقاء على ديننا ، والصبر على المشاق ، في سبيل الآلهة (لَشَيْءٌ يُرادُ) منّا ، فنحن مطلوبون عند العرف الاجتماعي بالحماية عن الشرك.
[٨](ما سَمِعْنا بِهذا) الذي يقوله الرسول من وحدة الإله ، وعدم الشرك (فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ) أي ملة أهل الكتاب ، التي هي خير الملل ، بعد الوثنية ، وما أشبههما ، وكأنهم أرادوا بذلك التموية على العوام ، بأن أهل الكتاب أيضا ، لا يقولون بوحدة الإله ، فكيف يدعي محمد ، إنه مثل موسى وعيسى ، يدعي ما لا يقولا به (إِنْ هذا) الذي يقوله الرسول من التوحيد (إِلَّا اخْتِلاقٌ) أي الكذب ، فقد خلقه وصنعه محمد ، ولا نصيب له من الواقع وقد رأى الكفار أهل الكتاب ، الذين انحرفوا عن منهاج التوحيد ، فجعلوهم حجة في مقابل الرسول ، وإلا فالأنبياء جميعا لم يقولوا إلا بالتوحيد ، وهكذا أكد التوراة والإنجيل على ذلك.
[٩] ثم جعلوا يستغربون ، عن أن الرسول يكون موحى إليه من بينهم؟ ظانين إنهم مثل الرسول في المؤهلات ، إن لم يكونوا أفضل منه ، فاللازم أن يوحى إليهم دونه ، أو إليهم وإليه على حد سواء (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ) أي على الرسول (الذِّكْرُ) أي القرآن (مِنْ بَيْنِنا)؟ كيف ذلك يكون ، وفينا