وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا
____________________________________
مفرط في العجب ، قال بعض : إن قبيلة ، كانت لها آلهة متعددة ، تبعا لتنازع كان يقع بينهم ، وقد كانوا يقولون : إن هذه الكثرة من الآلهة ، لا تكفينا ، فيجب صنع آلهة جديدة ، فلما قال لهم الرسل أن الإله واحد ، قالوا ، إنا لم نكتف بهذا العدد العديد من الآلهة ، فهو يدعونا إلى إله واحد؟ وهناك ظريفة تحكى ، هي أن الكفار اجتمعوا ، وقالوا إن في القرآن كلمات غير فصيحة ، وظنوها مأخذا على الرسول ، وجمعوا تلك الكلمات في ثلاث ، هي «كبار» و «يستهزئ» و «عجاب» وأتوا إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ناقدين للقرآن فقال الرسول : ائتوني بأفصحكم ، فذهبوا ، وجاءوا بشيخ كبير ، قالوا : إنه أفصحهم ، ولما حضر بين يدي الرسول أراد الجلوس ، فقام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخذ في القيام ، فجلس الرسول ، فأخذ الشيخ في الجلوس ، فقام الرسول ، فاستشاط الشيخ غضبا من هذا العمل ، وقال : يا محمد أتستهزئ بي ، وأنا شيخ كبار ، هذا أمر عجاب؟ وهناك نظر بعض القوم إلى بعض ، وقد أبطل الشيخ دعواهم في جملة واحدة وانصرفوا خائبين ، ونقل إن المشركين ، اجتمعوا حول الرسول ، ليفاوضوه في ترك الدعوة؟ فقال لهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : أتعطون كلمة واحدة تملكون بها العرب والعجم؟ فقال أبو جهل : لله أبوك نعطيك ذلك وعشرة أمثالها؟ فقال : قولوا لا إله إلا الله ، فقاموا وقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا؟ فنزلت هذه الآيات (١).
[٧](وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ) المراد بالانطلاق ، انطلاق الألسنة بالكلام ، فقد قال الأشراف ـ وهم الملأ ـ بعضهم لبعض ، ولأتباعهم (أَنِ امْشُوا)
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ص ٣٤٣.