فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (٣) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (٥)
____________________________________
أي من أمة ، وتسمى الأمة قرنا ، باعتبار تقارن أعمار أفرادها (فَنادَوْا) عند إتيانهم العذاب بالاستغاثة والضراعة ، لكن لم يفيدهم النداء ، في نجاتهم من العذاب (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) أصل «لات» «لا» زيدت عليه التاء ، بمعنى «ليس» و «مناص» من «النوص» وهو التأخر يقال : ناص ينوص إذا تأخر ، وقد حذف خبر «لات» أي ليس الوقت الذي استغاثوا فيه ، وقت التأخر للعذاب والنجاة لهم ، فقد كانوا في مهلة ، ما دام أجلهم باق ، أما إذا حقّت عليهم كلمة العذاب ، فلا تفيدهم الضراعة والاستغاثة.
[٥](وَعَجِبُوا) أي الكفار (أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ) أي رسول من قبل الله سبحانه لإنذارهم وتخويفهم عن بأس الله ، بأنهم إن تمادوا على الكفر والعصيان ، أخذهم العذاب ، وأرجعوا إلى النار (مِنْهُمْ) أي من جنسهم ، فقد كانوا يقولون : لو لا يكون الرسول علينا ملائكة (وَقالَ الْكافِرُونَ هذا) الرسول (ساحِرٌ كَذَّابٌ) فإنه يسحرنا ، حين لا نتمكن من الإتيان ، بمثل القرآن ، حين يأتي بخوارق ، وهو يكذب على الله ، بأنه رسوله ، وإن الله إله واحد لا شريك له ، ولا صاحبة ، ولا ولد.
[٦] ثم جعلوا يستفهمون مستنكرين بقولهم (أَجَعَلَ) أي هل جعل هذا الرسول (الْآلِهَةَ) المتعددة التي نقول بها (إِلهاً واحِداً)؟ أي كيف يقول ، أن لا إله إلا إله واحد ، والحال أن لنا آلهة متعددة؟ (إِنَّ هذا) الذي يقوله محمد من وحدة الإله (لَشَيْءٌ عُجابٌ) أي لأمر عجيب