ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (٢) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ
____________________________________
[٢](ص) فيه أقوال : منها إنه رمز بين الله والرسول ، ومنها أن المراد ، إن القرآن الذي لا تتمكنون ـ أيها الكفار ـ من الإتيان بأقصر سورة منه ، من جنس حروف الهجاء ، ل «ص» وغيره ، ومنها إنه : اسم لعين تنبع من تحت العرش ، كما ورد عن الصادق عليهالسلام، ومنها إنه اسم من أسماء الله تعالى إشارة إلى اسم لكونه إشارة إلى «الصابر» أو «الصادق» إلى غيرها من الأقوال ، وفي إعرابه أيضا خلاف تبع الخلاف الأول (وَالْقُرْآنِ) أي قسما بهذا القرآن الذي هو (ذِي الذِّكْرِ) أي صاحب الشرف ، كما يقال : لفلان ذكر أي شرف بسببه يذكر في المجامع ، أو المراد أنه صاحب التذكير بالله واليوم الآخر ، ولا ينافي أن يكون هو ذكر ـ باعتبار بعض آياته ـ وأن يكون صاحب الذكر ـ باعتبار مجموعة وجواب القسم محذوف : أي أنه لحق ، دلّ عليه قوله «بل الذين».
[٣] فليس في القرآن نقص ، يوجب عدم إيمانهم ، فإنه حق ظاهر لا مرية فيه (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله واليوم الآخر (فِي عِزَّةٍ) أي تكبر عن قبول الحق ، فإن الإنسان العزيز يعرض عن الرضوخ لغيره ـ سواء كانت عزة واقعية ، أو عزة مزعومة ـ (وَشِقاقٍ) أي مخالفة للرسول ، والعدو مهما يرى الحق في جانب خصمه ، لا يرضخ له ، ولا يقبل منه ، مشتق من شق ، كأنّه في شق وطرف ، والخصم في شق آخر.
[٤] ولكن هل يبقون هؤلاء كذلك معرضين عن الحق ، أعداء للرسول؟ كلا ، فليعتبروا بالأمم المكذبة ، التي سبقتهم ، ف (كَمْ أَهْلَكْنا) «كم» للخبر يراد به التكثير (مِنْ قَبْلِهِمْ) أي قبل هؤلاء الكفار (مِنْ قَرْنٍ)