خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (١١) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢) وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤) وَقالُوا إِنْ هذا
____________________________________
خَلْقاً) أي أحكم صنعا ، وأصعب في نظرهم (أَمْ مَنْ خَلَقْنا) من الملائكة والسماوات والأجرام؟ فكيف أن هؤلاء مع ضحالتهم يتكبرون عن الانقياد ، بينما إن ما هو أشد منهم خلقا خاضعون منقادون؟ (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ) أي طين يلصق باليد ، وهو الطين الصافي ، وهذا بالنسبة إلى كل أحد أحد ، فإن أصل كل فرد هو الطين ـ كما تقدم ـ فكيف أنهم مع وهن أصلهم يستكبرون؟
[١٣](بَلْ عَجِبْتَ) يا رسول الله من كفر هؤلاء ، وشدة إنكارهم ، مع وضوح الأمر (وَيَسْخَرُونَ) بينما أنت ـ مع عظمك ـ تعجب ، كيف غفلوا وتمردوا؟ وهؤلاء يسخرون بك ، وبما تقول من الحقائق الواضحة الظاهرة للعيان.
[١٤](وَإِذا ذُكِّرُوا) بآيات الله ، أي ذكرتهم بالله والمعاد ، مما هو كامن في فطرة كل أحد (لا يَذْكُرُونَ) أي لا ينتفعون بالتذكير ، فقد أقيم عدم السبب مقام عدم المسبب ، إذ التذكير علة الانتفاع ، فهم حيث لم ينتفعوا كأنهم لم يذكروا.
[١٥](وَإِذا رَأَوْا آيَةً) دالة على وجود الله ، وسائر صفاته ، أو على رسالتك ، وصدق ما تقول (يَسْتَسْخِرُونَ) أي يستهزئون بتلك الآية قائلين : إنها سحر ، والآتي بها ساحر ، وجعلوا يضحكون منك ومنها.
[١٦](وَقالُوا) لتلك الآية (إِنْ هذا) أي ما هذا الذي عمله الرسول من