إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ
____________________________________
وهو موضع طلوع الشمس ، فإن الشمس في كل يوم تطلع من موضع جديد ، فلمن هذا الموضع في كل يوم؟ إنه لله سبحانه.
[٧](إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) أي السماء القريبة إلى الأرض ، مؤنث «أدنى» وإنما خصها بالذكر لاختصاصها بالمشاهدة ، ولعل المراد بالسماء الدنيا مدار الأرض ـ كما يقوله العلم الحديث ـ (بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) فإن الكواكب تزين الأرض ، والإضافة للنوع ، أي بهذا النوع من الزينة ، فإن السماء بجمالها تمتّع الإنسان ، مع ما فيها من الفوائد الأخر.
[٨](وَ) حفظناها (حِفْظاً) فإن السماء محفوظة (مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) متجرد خبيث خال من الخير ، فقد يظهر من الأحاديث ، أن في أعالي الجو ، يقدر أمور الأرض ، وكأنها مراكز للملائكة المدبرة للأمور ـ بإذن الله سبحانه ـ فالشياطين تريد الصعود إلى تلك المراكز ، لاستراق بعض الكلمات ، لتعلم ماذا يحدث في الأرض ، لكن السماء محفوظة عن وصول الشياطين و «مارد» مشتق من «مرد» وهو المنجرد ، ومنه يسمى بالأجرد ، من لا شعر له ، فكان الشيطان مجرد عن الخير لا يتأتى منه عمل حسن.
[٩](لا يَسَّمَّعُونَ) من أسمع أصله من باب الافتعال «استمع» ثم قلبت التاء سينا ، على القاعدة ، أي إنما حفظنا السماء من كل شيطان لكي لا يستمعون (إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) وهم أشرف الملائكة الذين وكّل إليهم بعض أمور الأرض ولهم مراكز في تلك الطبقات الرفيعة في الفضاء (وَيُقْذَفُونَ) أي يقذف الشيطان الذي تجرأ وذهب إلى هناك