وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
____________________________________
إنما نمهلهم هنا ، وإلا فنقدر على مسخهم ، وإنزال مختلف صنوف العقاب بهم جزاء على أعمالهم (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) أي لأعميانهم ، يقال طمس على عينه إذا محاها حتى لم يبق منها أثر (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) تسابقوا على الصراط ، أي الطريق ، فإن العميان حين يتسابقون لسلوك الطريق ، يرى الإنسان منظرا مضحكا (فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) أي كيف يبصرون الطريق بعد العمى ، حتى لا يصطدم بعضهم ببعض ، ولا يسقط بعضهم بعضا؟
[٦٨](وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ) والمسخ تبديل الإنسان حيوانا ، كما مسخ اليهود قردة (عَلى مَكانَتِهِمْ) التي هم فيها ، في ذلك الطريق الذي تسابقوا فيه (فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا) أي يمضون إلى مقصدهم (وَلا يَرْجِعُونَ) أي لا يتمكنون من الرجوع ، فهم في قبضتنا ، حتى إنّا نتمكن أن نعميهم أو نمسخهم في لحظة ، ومع ذلك لا نفعل بهم ذلك رحمة وإمهالا لهم لعلهم يرجعون.
[٦٩] وهل يظن هؤلاء أنّا لا نقدر على مسخهم ، أو طمس عيونهم؟ فلينظروا إلى الشباب كيف نبدلهم إلى شيوخ لا يقدرون على شيء ، بعد القوة والنضارة ، فمن يقدر على ذلك ، وهم يرونه كل يوم يقدر على المسخ والطمس (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) أي نعطيه عمرا كثيرا (نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) أي