هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥)
____________________________________
[٦٤] وإذ قد انحرفتم ، ولم تسمعوا العظة ، والنصيحة ، ف (هذِهِ) التي تشاهدونها (جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) في الدنيا ، فلم تكونوا تصدقون بها.
[٦٥](اصْلَوْهَا) أي ادخلوها ، لا زمين لها ، من صلى ، بمعنى لزم الشيء (الْيَوْمَ) أي في هذا اليوم (بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) أي بسبب كفركم.
[٦٦] وهناك يشرع الكفار في الجدال والكذب ظانين أن ذلك ينجيهم ، كما كانوا يفعلون في الدنيا ، فيحلفون بالله كذبا ، قائلين (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (١) ولكن كذبهم لا ينطلي هناك (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) أي نضع الختم على فمهم ، لئلا يتمكنون من النطق (وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ) بأن نقدر أيديهم على الكلام ، فتشهد الأيدي بأعمالها التي اقترفتها جرما وعصيانا (وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) أي بما كان يعمل هؤلاء المجرمون ، فمثلا تقول اليد «إني سرقت» ، وتقول الرجل «إني مشيت إلى الزنى» وهكذا يفضحون هناك ، حيث لا مخلص لهم ، عن مثل هذه الشهادة الدامغة ، وفي آية أخرى (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) (٢).
[٦٧] ولا يظنن هؤلاء الكفار ، أنا لا نتمكن من النكال بهم في الدنيا ، فإنا
__________________
(١) الأنعام : ٢٤.
(٢) فصلت : ٢٢.