تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١)
____________________________________
بهم بإذن الله ، كما صيحت بالأقوام السابقين (تَأْخُذُهُمْ) وتهلكهم ، فهل يريد هؤلاء تلك الصيحة؟ وهذا الكلام من باب الإهانة لهم ، وبيان أن أمرهم يسير جدا ، حتى أن صيحة واحدة تكفي لإبادتهم (وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) أي تأخذهم الصيحة في حال كونهم ، يختصمون في أمورهم ، فتأخذهم على غرّة وغفلة من أمرهم ، من «خصّم» أصله «اختصم».
[٥١](فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) فإذا أخذتهم الصيحة بغتة ، لم يقدروا على الإيصاء (وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) إذا أخذتهم الصيحة خارج بيوتهم ، فإن اختصامهم معناه أنهم في الأسواق ، وفي محل أعمالهم وأشغالهم ، ويحتمل ، أن يراد ب «الصيحة» النفخة الأولى ، فإن إسرافيل ينفخ في الصور ، فيهلك جميع البشر ، دفعة واحدة ، كما ورد في الأحاديث ، أي أنهم لا يؤمنون ، حتى تأخذهم الصيحة على نحو الاستفهام الإنكاري.
[٥٢] وبهذه المناسبة ، يأتي السياق ، لبيان بعثهم بعد موتهم ، فقد رأينا ، كيف ماتوا ، بصيحة خارقة ، أو بقبض روحهم ، بواسطة عزرائيل ، الذي هو شبيه بالصيحة ، أو بنفخ إسرافيل ، فلننظر إلى حشرهم (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) هو شبيه بالبوق ، ينفخ فيه إسرافيل ، حين يريد الله إحياء الناس للقيامة والمعاد (فَإِذا هُمْ) أي فإذا بالكفار بغتة وفجأة (مِنَ الْأَجْداثِ) جمع جدث ، وهو القبر (إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) والمراد