قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً
____________________________________
الموضع الذي قرره الله سبحانه للحشر والحساب ، وإلا فلا مكان له سبحانه ، فهو من باب تشبيه المعقول بالمحسوس ، لتقريب الذهن ، ومعنى ينسلون ، يخرجون سراعا إلى الموقف ، فإن النسول هو الإسراع في الخروج.
[٥٣](قالُوا) لما رأوا أهوال القيامة (يا وَيْلَنا) يا هلاكنا ، احضر فهذا وقتك ، أو يا قوم ، ندعو على أنفسنا بالويل (مَنْ بَعَثَنا) أي أقامنا (مِنْ مَرْقَدِنا) محل رقدتنا ، والرقدة هي النوم ، والمراد من قبورنا ، ثم يقولون (هذا) البعث هو (ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) في دار الدنيا ، فلم نك نصدّقه (وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) أي الأنبياء عليهمالسلام ، الذين أخبروا بذلك ، فلم نك نصدقهم ، فالآن نشاهد صدقهم ، وهم في القبر ، لم يكونوا نياما ، وإنما قالوا ذلك ، باعتبار ، أن قبرهم قد خلص ، وصاروا إلى حال آخر ، إذ حيوا كما كانوا في الدنيا.
[٥٤] وليس أمر البعث صعبا على الله سبحانه (إِنْ كانَتْ) أي ما كانت بعثتهم (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) صاح بها إسرافيل في الصور النفخة الثانية (فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) ترد أرواحهم إلى أجسادهم ، ويحضرون في موقف الحشر للحساب والجزاء.
[٥٥](فَالْيَوْمَ) أي يوم القيامة (لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) بأن يزاد في سيئاته ،