إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤٦) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨) ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً
____________________________________
وكالآيات المنزلة بقصد التشريع ، وما أشبه (إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) يعرضون عن تدبرها ، والعمل بموجبها ، وإنما هم قد ركبوا أهواءهم ، وعملوا بما توحي إليهم أنفسهم وتقاليدهم ، وبهذا يخسرون الدنيا والآخرة ، ويلقون في العذاب.
[٤٨](وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) أي لهؤلاء الكفار (أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) من المال (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا) الذين يأمرونهم بالإنفاق (أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ)؟ على نحو الاستفهام الاستنكاري ، أي لماذا نطعم من لا يشاء الله إطعامه ، إذ لو شاء إطعامه ، تمكن من إطعامه؟ وقد أرادوا بذلك الفرار ، عن بذل بعض أموالهم ، ثم يقولون للمؤمنين مستهزئين (إِنْ أَنْتُمْ) أي ما أنتم أيها المؤمنون (إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي انحراف واضح ، حيث تأمروننا بالإنفاق لمن لا يريد الله إطعامه.
[٤٩] وقد كان المؤمنون ينذرون الكفار ، بأنهم إن لم يؤمنوا ، عاقبهم الله إما في الدنيا أو في الآخرة (وَ) لذا كان الكفار (يَقُولُونَ) منكرين قولة المؤمنين (مَتى هذَا الْوَعْدُ) الذي تعدوننا به من نزول العذاب بنا إن بقينا على الكفر (إِنْ كُنْتُمْ) أيها المؤمنون (صادِقِينَ) فيما تقولون؟
[٥٠](ما يَنْظُرُونَ) أي ما ينتظر هؤلاء الكفار (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) تصاح