إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (١٨) قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩)
____________________________________
رد حجتهم ـ (إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ) أي تشاءمنا بواسطتكم ، فنخاف أن يصيبنا شؤمكم ، فنقع في البلاء من طالعكم السيئ (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا) عن دعوتكم هذه (لَنَرْجُمَنَّكُمْ) من الرجم ، وهو الرمي بالحجارة ، أي نرميكم بالحجارة ، حتى نقتلكم ، فقد كان الرجم ، من أبشع أنواع القتل ، يعاقبون به أخطر أنواع المجرمين (وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا) أي من طرفنا (عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم موجع.
[٢٠](قالُوا) أي قالت الرسل ، في جواب الكفار وتهديدهم (طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) أي إن شؤمكم معكم ، حيث أقمتم على الكفر والعصيان ، والإقامة على الكفر ، موجب للشؤم ، كما قال سبحانه : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (١) فليس بلاؤكم منا ، بل من أنفسكم (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) أي هل تذكيرنا لكم بالله ، واليوم الآخر ، موجب لهذا القول لنا؟ وهذا استفهام إنكاري ، كما تقول لمن هددك ، حيث نصحته : هل نصيحتي توجب التهديد؟ (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) فلا تهددونا ، لأنكم وجدتمونا كاذبين ، وأسباب شؤم وبلاء ، بل لأنكم قوم تجاوزون الحق تجاوزا كثيرا ، ولذا مع علمكم بصدقنا ، وإننا أسباب خير ويمن تقولون لنا هذه الأقوال ، وتهددونا بالرجم والعذاب.
__________________
(١) طه : ١٢٥.