فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤) قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (١٥) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٧) قالُوا
____________________________________
(فَكَذَّبُوهُما) أهل القرية ، وقالوا لستم أنتم رسلا من قبله سبحانه ، وإنما رجلين كاذبين (فَعَزَّزْنا) أي قويناهما برسول ثالث هو شمعون (فَقالُوا) جميعا لأهل القرية (إِنَّا إِلَيْكُمْ) أيها القوم (مُرْسَلُونَ) فقد كانوا هم أنبياء بأنفسهم ورسل عيسى عليهالسلام.
[١٦](قالُوا) لهم أهل القرية (ما أَنْتُمْ) أي لستم أنتم (إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) فلا تصلحون للرسالة من قبل الله ، كما لسنا نحن رسلا ، فكانوا يظنون أن الرسول يجب أن لا يكون بشرا (وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ) تدعوننا إليه (إِنْ أَنْتُمْ) أي ما أنتم أيها المدعون للرسالة (إِلَّا تَكْذِبُونَ) أي كاذبون ، فيما تدعون من أنكم أنبياء لله تعالى.
[١٧](قالُوا) أي قالت الرسل الثلاثة في جواب القوم (رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) والدليل على أن ربنا يعلم أنه أجرى الخوارق على أيدينا.
[١٨](وَما عَلَيْنا) أي لا يجب علينا (إِلَّا الْبَلاغُ) أي إبلاغ الدين (الْمُبِينُ) بأن نبلغكم بكل جلاء ووضوح ، بلا اختفاء والتواء ، فإن آمنتم نفعكم إيمانكم ، وإن لم تؤمنوا ضركم ، أما نحن ، فقد أدينا الأمانة ، وبلغنا الرسالة.
[١٩](قالُوا) أي قال أهل القرية للرسل ـ بعد أن لم يتمكنوا من