إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ
____________________________________
دينهما فقال له الملك : وأنا أيضا معك ، ثم قال لهما : قد بقيت هذه الخصلة الواحدة ، قد مات ابن الملك ، فادعوا إلهكما أن يحييه ، فخرا ساجدين لله عزوجل ، وأطالا السجود ، ثم رفعا رأسهما ، وقالا للملك : ابعث إلى قبر ابنك تجده ، قد قام من قبره إن شاء الله ، فخرج الناس ينظرون ، فوجدوه ، قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب ، قال : فأتى به الملك ، فعرف أنه ابنه ، فقال له : ما حالك يا بني ، قال : كنت ميتا ، فرأيت رجلين بين يدي ربي الساعة ساجدين ، يسألانه أن يحييني ، فأحياني قال : يا بني تعرفهما إذا رأيتهما ، قال : نعم ، فأخرج الناس جملة إلى الصحراء ، يمرّ عليه رجل رجل ، فيقول له أبوه انظر ، فيقول لا ، ثم مروا عليه بأحدهما بعد جمع كثير ، فقال هذا أحدهما ، وأشار بيده إليه ، ثم مروا أيضا بقوم كثيرين ، حتى رأى صاحبه الآخر ، فقال وهذا الآخر ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، صاحب الرجلين : أما أنا فقد آمنت بإلهكما ، وعلمت أن ما جئتما به هو الحق ، فقال الملك : وأنا أيضا آمنت بإلهكما ، وآمن أهل مملكته كلهم» (١) ، وفي بعض الروايات «أن عيسى عليهالسلام ، كان هو الذي بعث بالرسولين ، أولا ثم بعث وصيه شمعون ثانيا» (٢) ، كأنّ الإتيان بهذا المثل للدلالة على قدرة الله على الإحياء ، إرشادا للمنكرين للبعث (إِذْ جاءَهَا) أي جاء إلى أهل تلك القرية (الْمُرْسَلُونَ) الذين أرسلوا من قبلنا بتوسط عيسى المسيح عليهالسلام.
[١٥](إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ) أي إلى أهل تلك القرية (اثْنَيْنِ) أي رسولين
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٢٤٠.
(٢) راجع بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٢٦٦.