وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا
____________________________________
غضبا ـ فخفت أن أتقدم» (١).
[١١](وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ) أي على هؤلاء الكفار (أَأَنْذَرْتَهُمْ) يا رسول الله (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) عن العقاب والنار (لا يُؤْمِنُونَ) إذ قد عاندوا الحق ، والمعاند يتساوى عند الإنذار وعدمه.
[١٢](إِنَّما تُنْذِرُ) أي ينفع إنذارك ، في (مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) أي القرآن ، فقد أنذر الرسول الجميع لكن الذين انتفعوا به هم المؤمنون (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) أي في حال كون الرحمن غائبا عن الحواس ، والمعنى آمن بالله ، وإن لم يره (فَبَشِّرْهُ) يا رسول الله (بِمَغْفِرَةٍ) أي غفران لذنبه (وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) لما أتي به من الإيمان والعمل الصالح ، وإنما كان الأجر الكريم ، لعدم شوبه بما يفسده وينقصه ، أو لأنه يقدم إلى المؤمن مع الإكرام والاحترام.
[١٣] ثم بعد الكلام ، حول الألوهية والرسالة ، يأتي دور المعاد ، فقال سبحانه (إِنَّا نَحْنُ) التكرار للتأكيد والإلفات إلى أن المتكلم ذو مقام عظيم (نُحْيِ الْمَوْتى) جمع ميت ، أي ليوم القيامة ، لنجازيهم (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا) أي قدم الناس لآخرتهم من الأعمال الصالحة ، أو
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٥٢.