وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (٢٥) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٢٦) أَلَمْ تَرَ
____________________________________
[٢٦](وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) يا رسول الله ، هؤلاء الكفار ، بأن يقولوا ، أنت كاذب ، لست من قبل الله سبحانه فليس شيئا جديدا ، إذ قد (كَذَّبَ) الأمم (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أنبياءهم ، حين (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ) جمع رسول ، ويجوز الإتيان بالفعل ، مذكرا ومؤنثا ، إذا كان الفاعل ، جمع غير مذكر سالم ، قال ابن مالك :
والتاء مع جمع سوى السالم |
|
مذكر كالتاء مع إحدى اللبن |
(بِالْبَيِّناتِ) أي الحجج الواضحة الدالة على كونهم مرسلين ، كالمعجزات ، والخوارق (وَبِالزُّبُرِ) كالكتب المتفرقة التي فيها الحكم والنصائح ، كما جاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بالأحاديث القدسية ، وقطعا من حكم موسى وعيسى عليهماالسلام (وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) أي النيّر الذي فيه تعاليم السماء ، كان الأنبياء يأتون إلى الأمم بكل ذلك ، ومع ذلك كانت الأمم تكذبهم.
[٢٧](ثُمَّ أَخَذْتُ) بالعذاب والنكال (الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله وأنبيائه ، بعد إتمام الحجة (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) أي إنكاري ، للمكذبين؟ وهذا استفهام استشفائي ، فيه تسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنذار لكفار مكة.
[٢٨] ثم يرتد السياق ليذكّر الكفار ، بجملة من الآيات الكونية (أَلَمْ تَرَ) يا رسول الله ، والخطاب ، وإن كان له لكن المراد به العموم ، أو ألم تر