وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠) قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (٤١)
____________________________________
(وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) لأنه يعطي بلا منّ ، ولا توقع جزاء ، ولا لغاية أخرى ، بخلاف سائر الرازقين من الناس ، الذين يقصدون بإنفاقهم غاية ومقصدا ، أما الشكر فإنه سبحانه يطلبه لنفع الخلق ، لا لنفعه.
[٤١](وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) أي نحشر الكفار الذين كانوا يعبدون الملائكة (جَمِيعاً) العابدين والمعبودين ، والمراد بذلك اليوم ، هو يوم القيامة (ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ) بقصد فضح العابدين لهم (أَهؤُلاءِ) الكفار (إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ)؟ والقصد من هذا السؤال تبرؤ الملائكة منهم ، حتى يبقوا بلا ناصر حتى من معبوديهم.
[٤٢](قالُوا) أي قالت الملائكة (سُبْحانَكَ) أي ننزهك يا رب تنزيها عن الشريك ، وسبحان منصوب على المصدر ، أي نسبح سبحانا (أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ) أي من دون هؤلاء الكفار ، والمعنى أنه لا ولاية بيننا وبينهم (بَلْ كانُوا) أي كان هؤلاء (يَعْبُدُونَ الْجِنَ) أي الشياطين ، حيث أنهم أطاعوا الشياطين الذين يوحون إليهم بعبادة الملائكة ، فإن الشياطين من الجن ، كما قال سبحانه (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ) (١) (أَكْثَرُهُمْ) أي أكثر هؤلاء (بِهِمْ) أي بالجن (مُؤْمِنُونَ) مصدقون لما
__________________
(١) الكهف : ٥١.