وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (٣٨) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
____________________________________
[٣٩](وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا) أي لإبطال آياتنا وأدلتنا (مُعاجِزِينَ) يريدون تعجيز الأنبياء عليهمالسلام بأعمالهم ، حتى لا يتمكنوا من الإرشاد والتبليغ ، والإتيان من باب «المفاعلة» لأن كلا من الطرفين يريد تعجيز الآخر عن تنفيذ مبدئه وصد الآخر عن التنفيذ ، فالنبي يريد عجز الكفار ، وهم يريدون عجز النبي (أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) أي يحضرهم الله سبحانه في العذاب ، بالقوة والقهر ، كما يحضر المجرم في السجن.
[٤٠] وإذ كان الرزق بتقدير الله سبحانه ، فالذي يبقى منه ، هو المنفق في سبيله ، فليس سعة الرزق دليل حب الله سبحانه ـ كما زعم الكفار ـ وإنما الإنفاق منه ، موجب لحب الله تعالى (قُلْ) يا رسول الله (إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) أي يعطيه الرزق الواسع المبسوط (وَيَقْدِرُ لَهُ) أي يقدر لمن يشاء ، فالضمير يعود ، إلى لفظ «من» لا إلى معناه ، فالمبسوط له غير المقتر عليه ، قال في المجمع : «وإنما كرره سبحانه لاختلاف الفائدة ، فالأول توبيخ للكافرين ، وهم المخاطبون به ، والثاني ، وعظ للمؤمنين» (١) (وَما أَنْفَقْتُمْ) أيها الناس (مِنْ شَيْءٍ) قليل أو كثير ، من مختلف أنواع الرزق (فَهُوَ) سبحانه (يُخْلِفُهُ) أي يعطيكم خلفه وعوضه ، في الدنيا بزيادة الرزق ، وفي الآخرة بالأجر والثواب
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ص ٢٢٢.