فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (٤٢) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ
____________________________________
يوسوسون إليهم ، وكأن الملائكة يريدون بذلك التكثير من تبكيت الكفار بأن مرجع عبادتهم للملائكة كان إلى عبادتهم للشياطين ، والإتيان بلفظ «الجن» لتسمية الشيطان في الجاهلية ، بـ «الجن».
[٤٣](فَالْيَوْمَ) يعني يوم القيامة الذي يقع فيه ذلك المشهد والحوار (لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ) أي لا يملك المعبودين للعابدين (نَفْعاً وَلا ضَرًّا) لا ثوابا ولا عقابا ، وإنما الثواب والعقاب بيد الله وحده ، وهكذا يخسر العابدون ، حتى من نصر المعبودين (وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) أنفسهم ، بعبادة غير الله (ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها) أي بتلك النار (تُكَذِّبُونَ) في الحياة الدنيا ، حين أنكرتم البعث والنشور.
[٤٤] ثم يرجع السياق إلى حال الكفار في الدنيا ، بعد أن بين لهم ، أن حالهم هناك الخزي والعذاب ، أن تمادوا في ضلالهم (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) أي يقرأ الرسول والمؤمنون على الكفار آيات القرآن ، في حال كونها واضحات (قالُوا) أي قال الكفار بعضهم لبعض ما هذا الذي يدعي الرسالة ، ويأتي بهذه الآيات (إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ) أي يمنعكم (عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ) من الأصنام ، والملائكة ، والجن ، وغيرها ، فقد رأوا أن في عبادة الله هدما