وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٦) وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (٣٧)
____________________________________
(وَيَقْدِرُ) أي يضيق حسب ما يراه حكمة وصلاحا فالتوسعة على المؤمن للثواب والجزاء ، وعلى الكافر للإملاء (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ذلك ، فيظنون أن كثرة المال والأولاد ، لكرامة الشخص على الله تعالى.
[٣٨](وَما أَمْوالُكُمْ) أيها البشر (وَلا أَوْلادُكُمْ) التي منحتموها بالمكانة التي (تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى) مصدر زلف بمعنى قرب ، وهو منصوب على المصدرية أي تقربكم تقربا (إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) فإن الإيمان والعمل الصالح مقربا لله سبحانه ، والاستثناء منقطع ، والأصل لا تقرب إلا الإيمان ، والعمل الصالح ، لا الأموال والأولاد ـ كما سبق ، في وجه الاستثناءات المنقطعة ـ (فَأُولئِكَ) الذين آمنوا وعملوا الصالحات (لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ) من إضافة الموصوف إلى الصفة ، أي إن جزاءهم مضاعف ، فهو أضعاف أعمالهم ، كما قال سبحانه (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (١) بسبب ما (عَمِلُوا) من الإيمان والصالحات (وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ) جمع غرفة وهي البيت فوق البناء ، أي في غرف الجنة (آمِنُونَ) من الأهوال ، والأحزان ، والمصائب.
__________________
(١) الأنعام : ١٦١.