وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ
____________________________________
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) أي بالكتب التي أنزلت قبل القرآن ، كالتوراة والإنجيل ، فإن أهل الكتاب ، كانوا يصدقون ، بتلك الكتب ، أما الكفار ، فإنهم كانوا يفكرون بكل شيء (وَلَوْ تَرى) يا رسول الله ، أو كل من يأتي منه الرؤية (إِذِ الظَّالِمُونَ) في يوم القيامة (مَوْقُوفُونَ) للحساب (عِنْدَ رَبِّهِمْ) جزاء لإنكارهم ، وكفرهم (يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ) إما المراد ما سيأتي من المحاورة بينهم ، وإما أنهم ، كالمجرمين في الدنيا ، إذا أحضروا للمحاكمة ، فإن هذا يرد القول إلى ذاك ، وذاك إلى هذا ، كل يريد أن يتخلص من تبعة الجواب ، ويؤمّن على نفسه فلا يجيب ، حتى وإن علم بالأمر (يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) أي طلب ضعفهم الرؤساء ، فاستغلوهم لضعف أفكارهم ، وضعف إمكانياتهم (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) من الأشراف والكبار المستكبرين عن قبول الحق (لَوْ لا أَنْتُمْ) تضلونا عن السبيل (لَكُنَّا) نحن الأتباع (مُؤْمِنِينَ) بالله واليوم الآخر ، في دار الدنيا ، وإنما أنتم أضللتمونا عن طريق الهداية والإيمان.
[٣٣](قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) في جواب المستضعفين (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ) أي هل نحن منعناكم (عَنِ الْهُدى) والإيمان (بَعْدَ