بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٨) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ
____________________________________
وكان تقديم «كافة» لإفادة أن الغرض المسوق له الكلام ، هو عموم الرسالة ، وإنما كان كافة بمعنى عامة ، لأنها إذا عمّتهم ، فقد كفتهم ـ وصفتهم ـ أن يخرج منها أحد منهم (بَشِيراً) تبشر المؤمنين المطيعين بالجنة والثواب (وَنَذِيراً) تنذر الكفار والعصاة ، بالنار والنكال (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) رسالتك لإعراضهم عن الحق.
[٣٠] وإذ تقدم الكلام عن التوحيد والرسالة ، جاء دور المعاد (وَيَقُولُونَ) أي الكفار المنكرون للبعث (مَتى هذَا الْوَعْدُ) أي في أي زمان تقوم القيامة التي تعدوننا بها؟ (إِنْ كُنْتُمْ) أيها المؤمنون (صادِقِينَ) في دعواكم وجود القيامة ، وحشر الأجساد بعد الموت؟
[٣١](قُلْ) يا رسول الله في جوابهم (لَكُمْ) أيها الكفار (مِيعادُ يَوْمٍ) أي ميقات يوم ينزل بكم ما وعدتم من العذاب والنكال ، والمراد وقت وفاتهم ، أو يوم القيامة عند بعثهم (لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً) أي لا تتأخرون عن ذلك اليوم مقدار ساعة ـ التي هي جزء الزمن ـ (وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) أي لا تتقدمون عليه مقدار ساعة ، وكان الإتيان من باب الاستفعال ، لبيان ، أن طلب التقديم والتأخير ، لا ينفع فلكلّ أجل وكتاب.
[٣٢](وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ) الذي نزل على