قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ
____________________________________
[٢٧](قُلْ) يا رسول الله لهم (يَجْمَعُ بَيْنَنا) نحن وأنتم (رَبُّنا) يوم القيامة لنحاسب ، فيعلم من المحق ، ومن المبطل؟ (ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِ) أي يحكم بيننا حكما حقا ، وكأن الأمر مسدود بين الخصمين ، والحاكم يفتح بينهما ، حين يعطي لكل حصته ، لئلا يبقى الأمر بينهما مختلطا متصلا (وَهُوَ) سبحانه (الْفَتَّاحُ) كثير الفتح ، والحكم بين المتخاصمين (الْعَلِيمُ) العالم ، بما صدر عن كل ، وبما يستحق كل واحد ، فيكون حكمه حقا عدلا.
[٢٨](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المشركين (أَرُونِيَ) الأصنام (الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ) لهم (بِهِ) أي بالله (شُرَكاءَ) أي في حال كونهم شركاء لله ، في زعمكم؟ وهذا استفهام توضيحي ، كما تقول لمن يساوي جاهلا بعالم : أرني من هو المساوي لهذا العالم ، تريد أن تبين له أن من تزعم مساواته ، لا يتمكن الإنسان ، حتى من التفوه بمساواته له ، وإتيان اسمه عند ذكر اسم العالم (كَلَّا) ليس كما تزعمون في كون الأصنام شركاء لله تعالى (بَلْ) الإله واحد لا شريك له ، و (هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ) الغالب سلطانه (الْحَكِيمُ) الذي يفعل كل شيء بحكمة وصواب ، فهل للأصنام سلطان؟ أم هل لها من حكمة؟
[٢٩](وَما أَرْسَلْناكَ) يا رسول الله (إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) أي للناس عامة ،