قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥)
____________________________________
المشركون عن الجواب إذ لو قالوا هو الله ، كان حجة عليهم ، ولا يملكون أن يقولوا هو الصنم ، لوضوح كذب هذه المقالة وإذا فليرد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الجواب (قُلْ) لهم إذا سكتوا (اللهُ) هو الذي يرزقكم ، لا الأصنام (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ) أيها المشركون (لَعَلى هُدىً) في طريقتنا (أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي ضلال واضح ، وهذا على وجه الإنصاف ، وإلا فالرسول كان يعلم أنه على هدى ، وإنهم على ضلالة ، كما قال الإمام عليهالسلام في الأبيات المنسوبة إليه :
قال المنجم والطبيب كلاهما |
|
لن يحشر الأموات ، قلت إليكما |
إن كان قولكما ، فلست بخاسر |
|
أو كان قولي ، فالخسار عليكما (١) |
[٢٦](قُلْ) يا رسول الله ، لهؤلاء الكفار (لا تُسْئَلُونَ) أيها الكفار ، أنتم (عَمَّا أَجْرَمْنا) أي اقترفنا من الذنوب ـ بنظركم ـ أو المراد مجموع المؤمنين ، فلا ينافي عصمة الرسول (وَلا نُسْئَلُ) نحن يوم القيامة (عَمَّا تَعْمَلُونَ) أنتم أيها الكفار ، وهذا كقوله (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (٢) فإن لم تقبلوا مقالي ، فذنبكم عليكم ، لا يرتبط بنا ، وجيء بقوله (لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا) توطئة وتمهيدا.
__________________
(١) ديوان الإمام علي عليهالسلام : ص ٣٩٦.
(٢) الكافرون : ٧.