حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٢٣) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
____________________________________
له هباء باطل ، وقد ظن هؤلاء الكفار ، أن الشفاعة ، وموقف القيامة ، أمر هيّن ، حتى أن الأصنام لتشفع ، كلا! إنهم يحشرون في موقف رهيب ، ويأخذ الفزع منهم كل مأخذ ، حتى إذ أسماعهم لا تسمع ـ كما يكون الإنسان عند الخوف الرهيب ـ إذ تعطل حواسه ـ وكلهم منتظرون لإصدار الأوامر حتى يعرفوا ماذا مصيرهم؟ ويبقون في تلك الحالة (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) أي كشف الله الفزع عن قلوبهم ورجعوا إلى حالتهم الأولية ، من الوعي والإدراك «ويقال فزع عنه» أي كشف عنه الفزع ، وهناك يسأل بعضهم بعضا إذ (قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ) حول مصير الناس ، كما يتساءل بعض المجرمين من بعضهم الآخر عن قرار المحكمة في حقهم ـ إذا لم يفهمه ـ؟ (قالُوا) أما الملائكة ، أو المسؤولون من أمثالهم (الْحَقَ) فإنه سبحانه لا ينطق إلا بالحق ، وهذا ـ على الاحتمال الثاني ـ مثل ما إذا سأل بعض من بعض عن قرار المحكمة ، فإنه يجيب بقوله «على طبق القانون» (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) أي الرفيع العظيم ، لا ينازع فيما قال ، وهذا جواب يائس يستسلم للقضاء ، فإن موقف القيامة ، هكذا ، فكيف تشفع الأصنام ، في مثل ذلك الموقف المهول المدهش.
[٢٥](قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المشركين احتجاجا عليهم لإبطال شركهم (مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ) بإنزال المطر (وَالْأَرْضِ) بإنبات النبات؟ فهل الرازق هو الله ، أم آلهتكم؟. وطبيعي أن يسكت