فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ
____________________________________
ثقل هباءة (فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) فمن لا يملك شيئا كيف يتمكن أن يضر أو ينفع؟ والإتيان بضمير الجمع العاقل ، مماشاة مع القوم ، وتوحيدا للسياق في الرد والنقض ، إذ كان الكفار يعتبرون الأصنام عاقلة عاملة (وَما لَهُمْ) أي للأصنام (فِيهِما) أي في السماوات والأرض (مِنْ شِرْكٍ) أي من اشتراك ، بأن خلق الله بعضهما ، وخلقت الأصنام بعضهما (وَما لَهُ) أي لله سبحانه (مِنْهُمْ) أي من الأصنام (مِنْ ظَهِيرٍ) عاونه وعاضده على أمر ، فهي ليست مالكة لشيء ، ولا شريكة في خلق ، ولا معاونة في أمر ، ومن هذا شأنه ، كيف يتمكن من دفع ضرّ ، أو جلب نفع للمشركين الذين يعبدونه؟
[٢٤] وأما ما يزعم هؤلاء ، بأن الأصنام تشفع يوم القيام لهم ، قائلين (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) (١) فإنه كذب ، ووهم (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ) تعالى (إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) فمن أذن الله له في الشفاعة ، شفع وقبلت شفاعته ، ومن لم يأذن له لم يتمكن من الشفاعة أصلا كما قال سبحانه (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) (٢) فالأصنام ، لا تشفع ، والكفار ليسوا قابلين لأن يشفعهم أحد ، فكلّا وهم المشركين ، في الشافع والمشفوع
__________________
(١) يونس : ١٩.
(٢) الأنبياء : ٢٩.