وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (١٧)
____________________________________
نقبوا السدّ ، بقدر الحاجة ، فكانوا يسقون زروعهم وبساتينهم ، فلما كذبوا رسلهم ، وتركوا أمر الله ، بعث الله جرذا نقب ذلك الردم ، وفاض الماء عليهم ، فأغرقهم» (١) (وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ) أي عوضا عن الخصب الذي كان لهم المكنى عنه بالجنتين عن اليمين والشمال (جَنَّتَيْنِ) من شكل آخر ، وهذا من باب الازدواج في الكلام نحو ، (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) (٢) (ذَواتَيْ) تثنية ذات (أُكُلٍ خَمْطٍ) «أكل» اسم للثمرة مهما كانت ، و «خمط» كل شجر له شوك ، والمراد مرّ بشع ، وذلك شجرة أم غيلان ، التي تنبت في الصحاري القاحلة (وَأَثْلٍ) الطرفاء (وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ) هو النبق (قَلِيلٍ) فقد كان الخمط والأثل ، أكثر منه ، وهذا دليل على عدم الماء والزرع والحضارة ، حتى بقيت الصحاري يباسا ، لا تنبت ، إلا نباتات الصحراء ، التي لا ينتفع بها إلا قليلا.
[١٨](ذلِكَ) السيل العرم والتبديل (جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا) أي بسبب كفرهم (وَهَلْ نُجازِي) بمثل هذا الجزاء السيئ (إِلَّا الْكَفُورَ) استفهام معناه النفي ، أي لا نجازي بمثل هذا الجزاء إلا لمن كفر النعمة ، ولم يشكر.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ص ٢١٠.
(٢) البقرة : ١٩٥.