بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (٨) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ
____________________________________
لا يشعر ما يقول ، ثم رد الله سبحانه عليهم بأنه صادق عاقل ، فليس الأمر كما قالوا (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) المتعجبون من قول الرسول (فِي الْعَذابِ) هناك (وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) هنا ، فقد أثبت لهم أمرين ، كما أنهم أثبتوا للرسول أحد أمرين ، والمراد أن ضلالهم وانحرافهم عن الطريق بعيدا جدا ، لا كالعاصي الذي هو ضال ، ولكنه قريب إلى الطريق.
[١٠] إنهم كيف يستبعدون المعاد ، وهم يرون الخلق العظيم أمامهم من قدرة الله ، وهم يعلمون أنه سبحانه إن يشأ أن يعذبهم لتمكن من ذلك؟ فمن له قدرة على ذلك ، كيف لا يكون له اقتدار على إعادة الأجساد؟ (أَفَلَمْ يَرَوْا) هؤلاء الكفار ، والاستفهام إنكاري (إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) أي ما في قدامهم (وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) المحيطة بهم ، والإتيان بهذين الجانبين كناية عن الإحاطة ، فإن الإنسان مهما نظر أمامه ، أو خلفه رأى السماء الرفيعة ، والأرض المنبسطة (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) بأن تفور الأرض ، وهم عليها في الأعماق (أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً) أي قطعا ، جمع كسفة بمعنى القطعة ، أي نسقط عليهم قطعات (مِنَ السَّماءِ) لتهلكهم ، فإن الأنجم أراضي كبيرة وسيعة ربما بلغت بعضها أكثر من مليون مرة