وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ
____________________________________
ثان ، ليرى أي أنهم يرون ويعلمون ، أن القرآن حق من جانب الله سبحانه ، وليس مختلفا ، كما يقول الكفار (وَ) يرون أنه (يَهْدِي) ويرشد (إِلى صِراطِ) الله (الْعَزِيزِ) الغالب سلطانه (الْحَمِيدِ) الذي هو محمود في جميع أفعاله ، فهو من قبل مالك السماوات والأرض ، وإنه للصلاح والرشاد ، إذ منزله الله الحميد الذي يستحق الحمد بكل ما يفعل ـ لحسنه وكونه صلاحا ـ.
[٨] لقد ألمع إلى التوحيد والرسالة والقرآن ، ثم جاء دور المعاد (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله وأنكروا المعاد ، قال بعضهم لبعض (هَلْ نَدُلُّكُمْ) ونرشدكم ونريكم (عَلى رَجُلٍ) يعنون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (يُنَبِّئُكُمْ) ويخبركم أنه (إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) أي متم وصرتم أجزاء ممزقة مقطعة بعضها عن بعض ، بجميع أنواع التمزيق (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي يقول لكم إنكم تخلقون بهذه الصورة من جديد ، حتى تكونوا كما كنتم؟ وقد كان هذا استفهاما استهزائيا ، يريدون بذلك استبعاد الأمر.
[٩] ثم أخذوا يرددون بين أنفسهم ، وينسبون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى هذه الأمور (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) أي هل أنه في كلامه هذا مفتري على الله ، فالله سبحانه لم يبعثه ، ولم يقل له ذلك ، وإنما هو ينسب إلى الله ذلك كذبا؟ (أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) أي جنون ، ويسمى زوال العقل جنونا لأن المرض يستر العقل؟ ومرادهم أنه لا يخلو أن يكون إما عاقل كاذب ، أو مجنون