لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ
____________________________________
[٥] وإنما تأتي الساعة ، وتقوم القيامة (لِيَجْزِيَ) الله (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) بما يستحقونه من الإيمان بالله ، والعمل الصالح حسب أمره (أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم ، و «مغفرة» مصدر ميمي بمعنى الغفران (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) والمراد بالرزق كل نعمة ينعم الإنسان بها من جنة ، ومأكل وغيرها ، والمراد بالكريم كونه خاليا عن الفساد ، والأذية ، أو أنه مع كرامة وتعظيم.
[٦] وليجزي الذين كفروا وعملوا السيئات بما يستحقونه من العذاب (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) أي عملوا بجهدهم في إبطال آياتنا وحججنا (مُعاجِزِينَ) في حال كونهم مريدين أن يعجزونا ، فلا نتمكن من إظهار الدين ونشره في الآفاق ، وإنما جيء من باب المفاعلة ، لأن كلّا من الطرفين ، يريد تعجيز الآخر عن تنفيذ مبدئه ومرامه (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ) وهو العذاب السيئ (أَلِيمٌ) مؤلم موجع.
[٧] إن الكفار يرون أن القرآن باطل وأن الرسول ليس بحق ، ولذا يسعون لإحباط عمله وتعجيزه عن القيام بمهمته (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أي أعطوا العلم بالله ، وبالحقائق ، والمراد العلماء الذين يدركون الأشياء (الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ) مفعول «يرى» والمراد به «القرآن» (مِنْ رَبِّكَ) متعلق بالذي ، ومن تتمة المفعول الأول (هُوَ الْحَقَ) مفعول