وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً (٣٩) ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٤٠) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
____________________________________
آخر ، كما قال (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً) (١) (وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) أي حافظا لأعمال خلقه ، ومحاسبا ومجازيا عليها.
[٤١] ولما تزوج الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم زينب ، جعلت الألسنة المنافقة تلوك ، بأن الرسول تزوج زوجة ابنه ، فقال سبحانه (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) فهو ليس أبا لزيد حتى يكون التزويج بزوجته تزويجا بزوجة الابن ، وفي الآية أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ليس أبا لرجالهم ـ وزيد من رجالهم ـ وليس فيها أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس أبا لأحد ، فإن القاسم والطيب والطاهر ، وإبراهيم ، كانوا أبناءه الصلبيين ، والإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام ، كانوا أبناءه بواسطة سيدة نساء العالمين (وَلكِنْ) كان صلىاللهعليهوآلهوسلم (رَسُولَ اللهِ) فينفّذ ما أمره الله سبحانه (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) أي آخرهم ، قد ختمت به النبوة ، ولذا يلزم عليه أن يبطل كل ما يخالف الصلاح العام ، وليس كالأنبياء الذين تقدموا ، إن لم يمكن لهم إبطال أمر ، جاء بعدهم نبي أخر ليبطله ، ولذا كانت شرائعهم تتناسخ (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) لا يخفى عليه المصالح والمفاسد ، فلذا يأمر بالصالح ، ولا يخفى عليه قول المنافقين في الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٤٢] ويأتي السياق بعد ذلك يربط القلوب بالله سبحانه ، حتى لا يتحرجوا من حكم يفرضه مهما كان خلاف المألوف لديهم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
__________________
(١) الأنفال : ٥٩.