أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٩) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ
____________________________________
دائما الجبناء يعملون قليلا ويقولون كثيرا (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ) أي الغنيمة ، فهم بخلاء غاية البخل ، أن يذهب ويفوتهم شيء من الغنيمة ، التي ما اشتركوا فيها (أُولئِكَ) الذين تلك صفاتهم ، وهم المنافقون في كل زمان (لَمْ يُؤْمِنُوا) إيمانا من الأعماق ، وإنما تظاهروا بالإيمان نفاقا (فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ) أي أبطل ما عملوا من الأعمال الظاهرية ، لأنها لم تصدر من الإيمان (وَكانَ ذلِكَ) الإحباط لأعمالهم (عَلَى اللهِ يَسِيراً) فإنه لا يجازيهم ، لا يتمكن أحد منهم من معارضته ، كما كانوا يتمكنون من معارضة المؤمنين في الدنيا.
[٢١] إن هؤلاء المنافقين (يَحْسَبُونَ) أي يظنون (الْأَحْزابَ) التي جاءت لقتال المسلمين (لَمْ يَذْهَبُوا) ولم يرجعوا ، وقد ظنوا ذلك لجبنهم ، فإن الإنسان الجبان يخيل إليه أن الخوف بعد باق لم ينكشف (وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ) مرة ثانية ، بأن يرجعوا إلى القتال (يَوَدُّوا) أي هؤلاء المنافقون (لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ) أي يكونون في البادية مع الأعراب ، ومعنى «بادون» ظاهرون ، فكأن الإنسان الذي في المدينة مستور أما في الصحراء ، فهو ظاهر باد (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) أي أخباركم هل غلب المؤمنون أم الكفار؟ وهكذا يكون الأناس الجبناء يحبون أن يكونوا بمعزل عن الحوادث ، وإنما يجترون بالأخبار ، لقتل