وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٢) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٣)
____________________________________
منه أن يمتعهم باللات ، والعزى سنة ، قالوا لتعلم قريش منزلتنا منك.
[٣](وَاتَّبِعْ) يا رسول الله (ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) من الأحكام والشرائع (إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ) أي أنت وأمتك ، ويأتي خطاب الرجل العظيم بالجمع ، باعتبار أتباعه معه (خَبِيراً) فيعلم من اتبع أمره ليجازيه عليه.
[٤](وَتَوَكَّلْ) يا رسول الله (عَلَى اللهِ) أي فوض أمرك إليه ، حتى لا يتمكن الأعداء من الوصول إليك ، ولا تخاف أحدا ، ولا ترجو أحدا (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) فإنه قائم بأمرك وحفظك ، وحيث إن معنى «كفى» «اكتف» جاء متعديا إلى الفاعل بالباء.
[٥] وبمناسبة لزوم اتباع الوحي ، وعدم اتباع الكفار ، يأتي السياق ليقرر ، أنه لا يمكن للإنسان اتجاهان ، فليس له قلبان حتى يتجه بكل قلب إلى وجهة مضادة للوجهة الأخرى ، ولهذه العلة التي تقرر عدم إمكان اتجاهين يقرر السياق ، أن لا يمكن الجمع بين كون امرأة زوجة وأما ، أو كون رجل أجنبيا وولدا ، وبهذا يبطل أقوال وعادات جاهلية ، قال في المجمع : وقوله : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ) نزلت في أبي معمر جميل بن معمر بن حبيب النهري ، وكان لبيبا حافظا لما يسمع ، وكان يقول : إن في جوفي لقلبين ، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد ، وكانت قريش تسميه ذا القلبين ، فلما كان يوم بدر ، وهزم المشركون ، وفيهم أبو معمر ، وتلقاه أبو سفيان بن حرث ، وهو آخذ بيده إحدى نعليه ، والأخرى في رجله ، فقال له يا أبا معمر : ما حال