أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (٢٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٨) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ
____________________________________
[٢٨] وكيف يكفر هؤلاء الكفار بالله ، مع أنهم يرون آياته ، وآثاره؟ وحيث هددهم في الآية السابقة بالعذاب ، ذكر لهم نعم الله عليهم ، لعلهم يشكرونه ، فالعذاب والرحمة ، كلاهما ماثلان أمام أعينهم ، ليؤمنوا رهبة أو رغبة (أَوَلَمْ يَرَوْا) استفهام إنكاري ، أي كيف لا يرون هذه النعمة ، ليؤدوا شكرها؟ (أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ) بواسطة المطر أو الأنهار (إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) وهي الأرض اليابسة ، التي ليس فيها نبات ، من قولهم سيف جراز ، أي قطاع لا يبقي شيئا إلا قطعة ، فالأرض قد جرز نباتها ، أي قطع وأزيل ، فلا نبات لها (فَنُخْرِجُ بِهِ) أي بالماء (زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ) أي من ذلك الزرع (أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ) مما يعود بالخير إليهم (أَفَلا يُبْصِرُونَ) نعم الله عليهم؟ ليشكرون.
[٢٩](وَيَقُولُونَ) أي يقول الكفار (مَتى هذَا الْفَتْحُ) الذي تقول يا محمد ، أنت تفتح البلاد (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أيها المسلمون في ادعائكم ، إنكم ستفتحون البلاد؟ ففي أي وقت يكون؟ ولماذا لم يتحقق إلى الآن؟.
[٣٠](قُلْ) يا رسول الله لهم (يَوْمَ الْفَتْحِ) الذي نفتح فيه (لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ) بعد الفتح ، ووقوعهم أسرى في أيدي المسلمين ، فإن ذلك لا يفك أسرهم ، أو المراد بالفتح ، يوم مدتهم ، حيث يقولون للملائكة ، أمهلونا ، حتى نؤمن ، فلا يمهلونهم ، كما قال سبحانه