إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (٢٦)
____________________________________
وأعطيته المال وجعلت جماعة يتبعونه ، تريد التعريض بهذا الولد المخاطب ، بأن عاقبته كعاقبة ذلك الابن الأول.
[٢٦] وحيث ينتهي الكلام إلى هنا يختلج في ذهن السامع ، أن يسأل ، فما بال هؤلاء اليهود الذين نراهم ليسوا كذلك؟ ويأتي الجواب ، (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) أي بين بني إسرائيل الصالحين منهم ، والطالحين (يَوْمَ الْقِيامَةِ) فصلا يؤدي إلى إعطاء كلّ ما يستحق من النعيم أو الجحيم (فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) فإن بعضهم غيّروا شريعة موسى ، ولعبت أهواؤهم بها ، وبعضهم بقوا على الشريعة ، بلا تغيير أو تحوير.
[٢٧] ثم يرجع السياق إلى قصة الكفار (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) استفهام إنكاري ، أي كيف لم يبصرهم (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ) والأجيال ، التي كانت تكذب بآيات الله ، وتعصي أحكام الله (يَمْشُونَ) أي هؤلاء الكفار (فِي مَساكِنِهِمْ) أي في مساكن أولئك ، فإنهم في رحلتهم الشتائية ، إلى اليمن ، والصيفية إلى الشام ، كانوا يمرون بمساكن عاد وثمود ، وقوم لوط ، وغيرهم (إِنَّ فِي ذلِكَ) الإهلاك لأولئك الكفار (لَآياتٍ) دلالات دالة على وجود الله ، وعلمه وقدرته ، وانتقامه من الظالمين (أَفَلا يَسْمَعُونَ) أي ألا يسمع هؤلاء الكفار تلك الآيات سماعا يؤدي إلى رجوعهم ، عن غيّهم إلى الحق.