أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠)
____________________________________
(أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟) وهذا استفهام للتقرير ، أي ليس المؤمن كالفاسق ، والمراد به أعم من الفسق في العقيدة ، أو في العمل (لا يَسْتَوُونَ) أي لا يعادل أحدهما مع الآخر ، ولذا اختلف جزاءهما.
[٢٠](أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بالله وبرسوله ، وبما جاء به (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) التي هي الإتيان بالفرائض ، واجتناب الرذائل (فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى) «ومأوى» اسم مكان من آوى ، بمعنى اتخذ المنزل ، والمسكن ، والمراد الجنات ، التي هي مسكن للمؤمنين (نُزُلاً) هو ما يعد للضيف ، أو ينزلهم الله فيها نزلا (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) أي بسبب أعمالهم ، التي عملوها في دار الدنيا.
[٢١](وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا) أي خرجوا عن طاعة الله ، إما بالكفر أو العصيان (فَمَأْواهُمُ) ، أي مصيرهم ، الذي يأوون إليه (النَّارُ) في جهنم (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) أي كلما هموا بالخروج من شدة العذاب وألم النار (أُعِيدُوا) أي ردتهم الملائكة الموكلة بهم (فِيها) فلا مخلص لهم من العذاب (وَقِيلَ لَهُمْ) إهانة وازدراء بهم (ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) فقد كانوا يكذبون بالنار تكذيبا عقيديا كالكفار ،