بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (١٠) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا
____________________________________
بأن نرجع إلى الحياة؟ إن هذا لا يمكن أبدا ، فإن تمييز أجزائنا عن غيرها ، لا يمكن ، فكيف بجمعها وصنعها إنسانا من جديد (بَلْ هُمْ) أي هؤلاء الكفار (بِلِقاءِ رَبِّهِمْ) أي لقاء جزائه وحسابه (كافِرُونَ) وإلا فلم يدل دليل على امتناع ذلك ، والمعنى أن قولهم هذا ناشئ من كفرهم ، لا عن دليل دلّهم على استحالة الإعادة.
[١٢](قُلْ) يا رسول الله لهم (يَتَوَفَّاكُمْ) أي يميتكم (مَلَكُ الْمَوْتِ) أي الملك الموكل بإماتة الناس ، وهو عزرائيل عليهالسلام (الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) وكله الله سبحانه ، لوفاتكم ، فالوفاة هكذا ، وليست اعتباطا ، كما يزعم الجاهلون ، فإنهم حيث لا يرون أحدا يظنون أن الأسباب الظاهرة ، هي العلة التامة للوفاة (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) إلى حسابه وجزائه رجوعكم.
[١٣] وهناك يأتي المجرمون نادمين على ما فرطوا في دار الدنيا من الكفر والعصيان (وَلَوْ تَرى) يا رسول الله ، أو كل من يتأتى منه الرؤية ، وجواب «لو» محذوف ، والتقدير «لرأيت أمرا فظيعا» (إِذِ الْمُجْرِمُونَ) الذين أذنبوا (ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) قد طأطؤوها حياء ، وندما ، وذلا (عِنْدَ رَبِّهِمْ) أي في موقف الحساب ، وهو من باب تشبيه المعقول بالمحسوس ، وعند ذلك يقولون : يا (رَبَّنا أَبْصَرْنا) ما كنا نعمى عنه ، في دار الدنيا (وَسَمِعْنا) ما كنا نصم عنه في الحياة (فَارْجِعْنا) إلى